حبيبتي نجد .

حديثي اليوم ينقلني إلى قلب نجد، حيث يمتد الحنين إلى أرض خطتها الأقدام وحفرتها الذكريات على صفحات قلوبنا. ينحدر أصلي من جذور بدوية أصيلة، حيث ينبض في عروقنا حب الأرض العذراء وعشق السفر على طرقها الممتدة.. إنه ولاء قديم متجدد، يوقظه الشتاء في كل عام كضيف عزيز.

في طفولتنا كنا نسافر برفقة العائلة نحو ديرة الأجداد، حيث الحياة البسيطة في قلب جنوب نجد، حيث لا صوت غير أصوات الطبيعة، ولا اتصال سوى تلك الأبواب المفتوحة بكرم متأصل تنتظر وصول أي عابر سبيل. وهناك كان الأجداد يستقبلوننا بشوق إذ كانت أصوات السيارات أولى بشائر قدوم الأحباب ومع أن الوقت قد غير معالمنا!! إلا أن بعض أبناء العمومة لا يزالون يرفضون حياة المدن! محافظين على خيامهم شامخة في أحضان الصحراء. ومع كل خبر عن أمطار زارت ديارنا يتجدد الحنين وتعود الذكريات العذبة، فما أروع منظر المطر وهو يغسل صحراء نجد وما أجمل منظر تلك الإبل وهي تفرح بقطرات السماء المباركة هذا الحنين الخالد الذي أيقظه أخي حين أخبرني أن أمطار الخير عادت تزور ديارنا و هو ما دفعني لكتابة هذه الكلمات وحب لنجد كما قال فيها الشاعر الأمير خالد الفصيل :

حبيبتي “نجد” عيني فيك معذروة
معشوقة القلب فيها للنظر سحرا

صور قد ألتقطها و أنا في زيارة الديرة في موسم المطر في أحد السنوات الماضية .

 

وهنا في منطقة أخرى من نجد أثناء موسم الربيع

أكثر من مجرد كلمة لطيفة!

يا أعزّاء، إن الحديث عن العلاقات أمر مشوّق بقدر ما هو معقّد! ففي حين أن الكلمات الجميلة والتصرفات اللطيفة تجذبنا، هناك أمور عدّة تُبنى عليها أي علاقة و قد يختلف عليها البعض لأوضّح لكم ماهي… الصدق أولاً وقبل كل شيء هو الأساس فلا حاجة لي بشخص يتظاهر أو يخفي عني ما هو عليه حقًا..! والثقة ليست شيئًا يُستهان به بل كنزٌ نمنحه لمن يستحق.. كذلك، الاحترام فهو تاج العلاقات، وكل علاقة لا تُعزّز من مقامنا ليست جديرة بالاستمرار.! وبالنسبة للوقت دعونا نكن صريحين إن كانت علاقتك بي مجرد تسلية تملأ بها فراغك! فربما تتركني أعيش في عالمي الخاص، فالعلاقات ليست حلاً للملل بل هي حضور حقيقي يعبر عن قيمتك ومكانتك في حياة من تحب.! أما الكذب…… فذلك ما لا يُغتفر! فالصدق أساس الثقة ومن يلعب به يخسرها للأبد وأنا أقدّر تمامًا من يحترم مشاعري ويتعامل معها بصدق فلا مجال هنا للتلاعب أو التظاهر ، وقبل أن تجرؤ على عقد أي مقارنة! أذكّرك بأنني أنا كما أنا بصفاتي وتفرّدي ولن أقبل أن أُقاس بأي أحد.! أما آلامي، فلا تستخفّ وتستهين بها فنحن جميعًا نحمل جراحًا، حتى وإن لم تظهر للعين فإنها تعيش معنا وتترك أثرًا في القلب.. ومن يتبعها سيجد بين يديه ما يكفي من الصدق والاحترام . 

حين تعود اللحظات الضائعة: صباحات القهوة والسكينة ١

كانت هناك أيام في صباحاتٍ خلت منذ سنوات، حين اعتدت على بدء يومي يبدأ بفنجان قهوة سوداء، صافية ونقيّة كما يجب أن تكون، أضع لحنًا محببًا في الخلفية وأعدُّ لنفسي طبقًا بسيطًا من الفرنش توست، وكأن هذه الطقوس الصغيرة كانت مفتاح سعادتي. كنت أهرب إلى زاوية في الفناء، و بعيدًا عن ركام الأغراض المتناثرة ! لم يكن يهمّني سوى أن يكون الجوّ جميلًا، وكلّ ما عدا ذلك يمكن التغاضي عنه. ساعتان من السكون والصفاء الذهني، ذلك الوقت السحري الذي لم أكن أحتاج فيه سوى نفسي، أما الآن…، أيكون كثيرًا أن أطلب عودة هذه اللحظات؟ لحظات سلام تمنحني ذلك النفس الطويل الذي كان يخفف أعباء الأيام.

واليوم بعد سنين قررت إحياءها! كانت السماء قد فاضت بالمطر لساعات متواصلة، يا للسعادة جو جميل وسماء غائمة!!  وجدت ركنًا هادئًا في الفناء، وحملت بيدي كوب إسبرسو مخففًا .! حتى أنني بحثت عن لحن قديم فوجدت مقطوعة لسميّة قيصر سرقتني إلى الماضي وهكذا يا أعزّاء، مرّ اليوم بخفة، و لمسة من السعادة وسط عالمٍ ما عاد كما كان.

 

 

 

هذا الدّور لا يناسبني!

” يا مقبل الأيام ما عاد بي حيل           منين أجيب لباقي العمر رغبة؟ ” 

كلماتٌ ثقيلة تعبّر عمّا يتردد في ذهني كل يوم، وكأنها انعكاس لكل ما أحمله في داخلي من تعب لا يُرى، أو ربما يُرى!

الأيام تمضي بثقلها! وكأنها تسرق مني القوة والرغبة شيئًا فشيئًا التفكير في المستقبل لم يعد يحمل بريقًا أو حماسًا كما كان من قبل! بل أصبح مجرد عبء إضافي يثقل كاهلي و لم يعد هناك مكان لتلك الأحلام التي كانت ترافقني! وكل ما تبقى هو تعبٌ مستمر يأخذ مني كل شيء…… وفي خضم هذا كله! يظهر ذلك الشخص الثقيل الذي لا يشعر بوجودي ولا يبالي بما أمرّ به وجوده بحد ذاته صار عبئًا لا يُحتمل ! ثقيل جدًا يتصرف بلا اكتراث غير مدرك للثقل الذي يضعه عليّ، أو ربما هو مُدرك؟!! و أنا بالكاد أحتمل نفسي أبحث عن راحة عن لحظة سكون تهدأ فيها كل الأفكار التي تلاحقني لا أريد أن أكون دائمًا ذلك الشخص القوي الذي يُعتمد عليه في كل شيء تعبت من حمل هموم غيري بينما هم لا يدركون حتى أنني بحاجة لمن يحمل همومي….. أريد تبديل هذا الدّور أحتاج لمن يفهمني، لمن يقف بجانبي دون أن يطلب مني أن أكون الظهر الذي يُسند عليه! أشتاق ليد تربت على كتفي، لصوت يهمس في أذني أنا هنا، لا بأس .

 

 

*اخترت الصورة لأنني وجدت شيئاً من ملامحها يشبهني

مُربكة !

من الغريب أنني كلما هممت بالكتابة وجدت القلق والتوتر يتسللان إلى عقلي!! الكتابة يا أعزّاء ليست بالمهمة السهلة على الإطلاق! إنها مربكة بالفعل تستهلك جزءًا كبيرًا من حياتي حيث أضع فيها كل مشاعري و آلامي وحتى لحظات ضعفي!! فلا عجب أن نقيس أعمارنا بعدد الكلمات التي كتبناها وليس بعدد الأيام التي عشناها!

وحتي بعد ما أكتب تراودني تلك الأسئلة التي لا تفارقني… هل ما كتبته يستحق حقًا! أم أنني أسكن وهمًا من صُنع خيالي؟! في بعض الأحيان أشعر وكأنني لا أجيد الكتابة على الإطلاق! ربما أكون قاسية بعض الشيء على نفسي ولكنني مع ذلك أجد دائمًا متعة في ترك نهاياتي مفتوحة! تلك النهايات التي لا تبوح بكل شيء فمنذ أن بدأت الكتابة وأنا أعيش في عالم من النهايات الغير مكتملة!

صحيح أنني لا أنشر كل ما أكتبه لأنني أعتبره غير مناسب للنشر! لكن سرعان ما أجد نفسي أكتب نصًا وأقوم بتنقيحه حتى يصل إلى مستوى يرضيني نوعاً ما! حتى أنني أجد نفسي غارقة في البحث عن صورة أو لوحة تتناسب مع ما كتبت…  وبالمناسبة، هناك من سألني عن مصدر الصور التي أستخدمها في التدوينات و هي غالبًا ما تكون من هذا الموقع الرائع “ https://www.rawpixel.com “.

 

زيارات سريعة

منذ أن أطلقت هذه المدونة  كان لي شرف إنشاء صفحة خاصة تتيح لأحبائي الكرام كتابة رسائل لي أو مشاركة مدوناتكم وأغانيكم وكل ما يشغل بالكم. وللأسف! أدركت أنني نسيت هذه الصفحة إذ لم تصلني إشعارات الرسائل أعتذر بصدق لكم يا أعزّاء فقد قمت بالرد على الجميع باستثناء من تكرم بمشاركة بياناته الخاصة

أتطلع بشغف لقراءة رسائلكم!

من هنا >

 

السارق

دعوني أحدثكم اليوم يا أعزّاء عن تلك الظاهرة التي تتسلل إلى حياتنا بكل براعة، كأنها ضيف غير مرغوب فيه يحاول سرقة مقعده على طاولة فرحتنا، هناك نوع من الأشخاص الذين لا يستطيعون أن يروا بهجتنا دون أن يشعروا برغبة عارمة في تلويثها، إنهم لا يسارعون بتهنئتنا فحسب بل يتقنون فن دسّ الشكوك بين كلماتهم.

فأنت قد تكون في عزّ نجاحك، فخورًا بما حققته، ليأتيك أحدهم بلطف مصطنع، قائلًا تهانينا، ولكن، ألا تخشى أن يحدث كذا وكذا؟ أو ربما مبروك! لكن يجب أن تنتبه من هذا وذاك!! وكأنما يحاول أن يُطفئ نور إنجازك بنفحة من خوفه الشخصي وإن حدث لك شيء جميل، فلا تتفاجأ إذا قوبلت بعبارة مبروك، لكن ينقصك هذا الشيء وأشياء أخرى..!

و علينا أن نعترف أن هؤلاء قد لا يكونون واعين تمامًا بما يفعلونه فهم يسقطون علينا مخاوفهم وضعفهم، ويرمون علينا عُقدهم الصغيرة، ومع ذلك دعونا لا نغفل حقيقة أن هذا الأسلوب في أحيان أخرى هو شكل من أشكال النقد المسموم الذي لا يهدف سوى إلى إطفاء شمعة الفرح.

لذا يا أعزّاء كونوا دائمًا على مستعدّين لمواجهة هؤلاء السارقين السريّين للسعادة والأهم من ذلك احرصوا على ألا تصبحوا أنتم مثلهم فليس هناك أسوأ من أن تُطفئ فرحة أحدهم وأنت تتظاهر بالحكمة.

زجاجة الضوء

هل تساءلتم يومًا ما عن ذلك البريق الذي يتوهج في أعماق الروح؟ ذلك الوميض الخافت الذي يشبه انعكاس النجوم على سطح البحر في ليلة حالكة، حينما يخفت تارة ويضيء تارة أخرى. إنه شعور لا يوصف كالسحر الذي يتلون مع حالاتي ومزاجي يومًا أكون كالنجمة الساطعة مشرقة بنور داخلي لا يعرف الانطفاء، ويومًا آخر أجد نفسي مثل كوكب بعيد لا يصله نور الشمس ولا ينعكس عليه ضوئها.

كم أتمنّى لو أستطيع أن أحفظ هذا البريق في زجاجة، لأخرج منه ما أحتاج في أيامي الخافتة و أبقي بعضاً منه لصديق قد يحتاجه مثلي. إلى حين ذلك، سأظل أراقب هذا البريق المتردد وأتساءل إن كنتم يا أعزّاء تشعرون بما أشعر به، أم أن النجوم تختار من تبوح له بأسرارها؟

أحلام ١

كم يسعدني قضاء الساعات في نسج الأحلام والطموحات، تلك الرؤى التي تأخذني بعيداً نحو مستقبل لا أستطيع تحديد ملامحه بعد، فأقدارنا، كما نعلم جميعاً، في علم الغيب!! و أتساءل، كيف سأبدو بعد سنوات من الآن؟ هل ستكون حياتي كما تخيلتها؟ حسناً لنضع هذا الأمر جانبًا… ومع ذلك لا أستطيع أن أمنع نفسي من تخيل شقة صغيرة وأنيقة في قلب باريس بملامحها الباريسية الساحرة التي تنبض بالحياة… امممم لم أزر باريس من قبل ولكنني على يقين تام بأنها ستكون خلابة في عينيّ فبعض الأماكن يا أعزّاء لا تحتاج إلى زيارة فعلية لتسرق قلبك يكفي أن تتسلل إلى مخيلتك لتصبح جزءاً من أحلامك الأكثر جمالاً .

وهل تعلمون؟ في الحقيقة أصبحت لا أجرؤ على تخيل نفسي هناك دون أطفالي! فأي أمّ جديرة بلقبها يمكنها أن تتصور حياتها بدونهم؟ أولادي هم جوهر أحلامي وهم دائماً جزء لا يتجزأ من كل صورة أرسمها لمستقبلي.

أتخيل نفسي أيضًا كسيدة أعمال ناجحة! في مجال أحبّه بالطبّع أو من يعرف؟ الحياة مليئة بالمفاجآت.!!

أما عن أمسياتي….. فهي بلا شك ستكون مليئة بالسهرات الهادئة حيث أرافق كتابًا جيدًا مع كوب من القهوة ورفيقة مُخلصة تشبهني و أشبهها…. وبالطبع سأكون قد أتقنت اللغة الفرنسية بطريقة لا تدع مجالاً للشك…. هههههه.

في الماضي كنت لا أحُب سرد أحلامي أو إظهارها بصراحة ودائماً أظهر و كأنني بلا أحلام أو طموح …. *ولكن بما أنني مُتخفّية في هذه المدوّنة سأكتبها واحدة تلو الأُخرى ولن أخجل من ذلك .

استعداد للقفز ؟

وصلتني عدّة تعليقات عن سبب غيابي عن المدوّنة لم أُصدّق بصراحة أنه في يومٍ ما قد ألفِت انتباه أحد ! ولكن قد تظنون أنّني في غمرة أحداث مثيرة أو لدي أشغال كثيرة! للأسف، لقد وجدت نفسي من جديد عاجزة أمام الكلمات. إنه لأمر غريب حقًا، أن يقف المرء على عتبة الفكرة، لكن الكلمات تأبى أن تتبعها. وكأنها عصافير خائفة تطير بعيدًا عند أدنى حركة. كم مرة جلست أمام جهازي المحمول ويديّ على لوحة المفاتيح وأصابعي قد استعدّت وكأنها ستعزف على بيانو، لأجد أن الأفكار قد تلاشت قبل أن تتجسد. لكن لا تظنوا أنني قد رفعت راية الاستسلام. كلا، فقد أتعثر في بحر من الصمت الآن، ولكن حتى البحر له مدٌ وجزر. ومهما طال هذا المدّ، فإنني واثقة أن الكلمات ستعود، وإن لم تكن اليوم فربما في الغد، فما زالت روحي تبحث عن شرارة الإلهام، وتستعد للقفز من جديد في عالم الكتابة.