حديثي اليوم ينقلني إلى قلب نجد، حيث يمتد الحنين إلى أرض خطتها الأقدام وحفرتها الذكريات على صفحات قلوبنا. ينحدر أصلي من جذور بدوية أصيلة، حيث ينبض في عروقنا حب الأرض العذراء وعشق السفر على طرقها الممتدة.. إنه ولاء قديم متجدد، يوقظه الشتاء في كل عام كضيف عزيز.
في طفولتنا كنا نسافر برفقة العائلة نحو ديرة الأجداد، حيث الحياة البسيطة في قلب جنوب نجد، حيث لا صوت غير أصوات الطبيعة، ولا اتصال سوى تلك الأبواب المفتوحة بكرم متأصل تنتظر وصول أي عابر سبيل. وهناك كان الأجداد يستقبلوننا بشوق إذ كانت أصوات السيارات أولى بشائر قدوم الأحباب ومع أن الوقت قد غير معالمنا!! إلا أن بعض أبناء العمومة لا يزالون يرفضون حياة المدن! محافظين على خيامهم شامخة في أحضان الصحراء. ومع كل خبر عن أمطار زارت ديارنا يتجدد الحنين وتعود الذكريات العذبة، فما أروع منظر المطر وهو يغسل صحراء نجد وما أجمل منظر تلك الإبل وهي تفرح بقطرات السماء المباركة هذا الحنين الخالد الذي أيقظه أخي حين أخبرني أن أمطار الخير عادت تزور ديارنا و هو ما دفعني لكتابة هذه الكلمات وحب لنجد كما قال فيها الشاعر الأمير خالد الفصيل :
حبيبتي “نجد” عيني فيك معذروة
معشوقة القلب فيها للنظر سحرا
صور قد ألتقطها و أنا في زيارة الديرة في موسم المطر في أحد السنوات الماضية .
وهنا في منطقة أخرى من نجد أثناء موسم الربيع