في حال لم تروا الهيدر الخاص بمدونتي ، طلبت من مصمم العمل عليها، فكرة التصميم تشبهني جدًا، اللون البرتقالي الباهت / ما يدور في رأسي / الليل / الصمت

التعليقات الآن متاحة .
في حال لم تروا الهيدر الخاص بمدونتي ، طلبت من مصمم العمل عليها، فكرة التصميم تشبهني جدًا، اللون البرتقالي الباهت / ما يدور في رأسي / الليل / الصمت
التعليقات الآن متاحة .
سألت نفسي يوماً: ماللذي يخيفني من المستقبل ؟ لم يتبادر إلى ذهني سوى أنني أخاف من أن أفقد عقلي أخاف أن أنسى اسمي أو أنسى من أكون ، أخاف في الحقيقة من أن أبوح ما كنت أخفيه من كلام و أفكار! حتى الدموع اللتي حبستها والعبرة الخانقة التي دحضتها و المشاعر الجيّاشة بكل حالاتها التي لم أستطع إظهارها في وقتها المناسب . قد يكون الموضوع مضحكاً وغريباً لكن فعلاً هذا ما يخيفني ، لا أحد يعرف مالذي سيحصل له في المستقبل لا أستطيع التنبؤ حتى! جواب السؤال : أخاف من أن أخون نفسي .
هل يمكن ان تسألوا أنفسكم نفس السؤال ؟
خالف الحظ عمري واستثار الغبار / والبيارق تهاوت والهزيمة بيدّي
قبل فترة كنت أسمع في الساوندكلاود وظهرت لي أغنية كانت لأحد المسلسلات القطرية القديمة غناها عبدالمجيد عبدالله
سمعتها و بكيت . تذكرني بالماضي بحياتنا قبل أن تتغير وتأخذ منحى آخر جديد وغريب وصعيب ، كيف كنا بسيطين وحياتنا حلوة وسهلة ولا نفكر بالأمور المعقدة نبّسط الأمور و لا نحب التعقيد ولا التفاصيل الكثيرة كان عندنا حل لكل شيء كنا صغار نحب الحياة وتحبنا ! كبرنا واتضحت لنا كثير أشياء ما كنّا ندركها وصعبت علينا الحياة واختلف لونها ! هي كانت ملونة أصلاً بس صارت لون واحد باهت .
الحمدلله من قبل وبعد .
أمي، وكيف قدَري يشابه قدَرُها! كنت أفكّر في مقولة سمعتها قديماً عن البنات و أن أقدارهن مثل أمهاتهنّ .
كنت أخاف عندما أشاهدها تبكي وهي لا تبكي إلا نادراً ، أمي قويّة كما نراها دائماً لا تحب أن تكون ضعيفة ولا أن تكون كلمتها مهزوزة، رأيها ثابت، حازمة في قراراتها، انشأت نظاماً يشبه النظام العسكري في المنزل ، أوقات النوم محددة وكذلك الاستيقاظ جميع الأيام متشابهة لدينا من السبت حتى يوم الجمعة ننام في الوقت ذاته كل يوم ونصحوا على صوتها و صوت اهتزاز كوب الماء في حال لم نقم ترش الماء على أقدامنا : ) كنت أتذمّر من هذا النظام وهذه الحياة التي أعيشها مع أمي و أبي كذلك موجود وغير موجود في نفس الوقت ! مشغول دائماً في الكتابة كان يكتب طوال الوقت وفي أي مكان لكنه لا يسمح لنا بقراءة ما يكتُب! ، كانت لدينا مكتبة كبيرة تملؤها الكتب والمجلّدات الكبيرة جدًا بعضها لا يحمل عناوينًا كنت اتسلل إليها صباحاً قبل الذهاب للمدرسة و آخذ بعض الكتب معي واستكشف مابداخلها .
أمي لم تكمل تعليمها تزوجت باكرًا و هي تعرف تقرأ وتكتب كانت ترى أن هذا يكفي لتستطيع كتابة أغراض المنزل و قراءة الرسائل النصية في جوّال والدي < هذا المهم !:) لم تحب أبي وهو يبادلها نفس الشعور زواج بدون حُب يعني ، انجبوا أطفالاً أبرياء لم يروا حّباً وعواطف في المنزل كنا عائلة أمام الجميع نخرج ونتنزه ولأنا كنا صغارًا لم نفهم ما يجري حولنا نعرف فقط أن هناك شيئاً ناقصاً بدأت أكبر و أفهم أن أمي و أبي مضطرين للبقاء في نفس المنزل من أجلنا حتى مرّت 20 سنة وتركوا .. اخترنا أمي واختارت أن تبقى معنا، وأكملت مسيرتها في الحزم و القرارات الصارمة وكنت لا ألومها بدأت أفهمها أفهم ما تمر به من ضغط ومسؤوليات أكبر. كبرت أنا و …. تزوجت أو لأقل أني هربت أردت أن أنعم بالحريّة النفسية لا أوامر صارمة ولا نوم مبكّر ، ولكني تزوجت بنفس الطريقة التي تزوجت بها أمي ! وأعيش الآن بنفس المشاعر التي كانت تعيشها مع والدي و قراراتي صارمة مع أولادي بدأت أنشئ نفس النظام في منزلي ، والدهم مثل والدي صامت ولا يتدخل في قراراتي مع ابناءنا. كنت أتوقع بعد مرور السنوات ان تنشئ مشاعر حقيقية بدون تمثيل وكلام حلو مزيّف ولكن لم يتغير شيء ! حياتي تشبه حياة أمي وحياة أمي مأخوذه من حياة أمها والأكيد أن حيواتنا مقدّر لها تتشابه .
وأخشى أن يدرك أبنائي ما أدركناه.
أحب أمي وأتمنى أن يمدّ الله في عمرها و تعيش حياة أجمل من حياتها في السنين السابقة و يعوضها براحة البال والنوم الهنيء
اخترت أن يكون قالب المدونة كأول قالب في عالم الووردبريس، يذكّرني بأول مدونة أنشأتها في ٢٠١٠ تقريباً ، كنت فرحانة ومتحمّسة لنشر أي شيء لا يهم ما يكون أغنية، صورة أو اقتباس …
وفي لحظة احباط وغضب قررت أن أمسحها من الوجود و فضّلت أن أتابع المدوّنين بصمت وكنت اغبطهم على استمرارهم في الكتابة والنشر .
هذا تنويه لمن يتسائل عن قالب المدوّنة .
الكتابة هي في رأسي أجدها سهلة ! أكتب عن كل شي عني و عن يومي و مشاعري و تفاصيل كثيرة تدفعني للكتابة. ولكن في الواقع لا أكتب حرفًا واحدًا عن هذا ، أجد صعوبة بالغة في أن أكتب ، أنا اتخيل والخيال يسهل علي هذا الموضوع ، سنوات طويلة مرت وأنا أقرأ مدونات لأشخاص الكتابة بالنسبة لهم مثل شرب الماء : )
كنت أقول كيف ؟ كيف يكتبون كل هذا ؟ يكتبون مشاعرهم بحروف وكلمات بسيطة أستطيع الكتابة مثلهم ؛ ثم أمسك بقلمي وأفتح المذكرة بعد أول عشر صفحات < أنا لا أحب الصفحات الأولى امممم كذا يعني بدون سبب …)/
وترجف يدي ! واقول عادي هذه البداية بسيطة .
أترك القلم وأعود للإنشغال بأمور أخرى كالطبخ والتنظيف أو الحديث مع أمي عن جارتنا و مشاكلها مع زوجها و كيف هي صبورة وأفكر في كتابة قصّتها يوماً ما : ( ..
أعود لغرفتي وأفتح مذكرتي الجديدة وألمس الورق أنا يهمني نوع الورق على فكرة ! أختاره بعناية ونوعية جيّدة بل فاخرة : ) ، يالله اكتبي !!!
لا أستطيع ! صعب؛ صعب جدًا ! ، وأنكمش لسريري حزينة أتقلب يميناً ويسارًا….. ايوه ! جاءت الكلمة الأولى !!! والثانية، الثالثة .. جُمل كثيرة، كلام حلو …
يالله على المفكّرة افتحيها .. الصفحة العاشرة طبعاً
اممم ماذا أكتب ؟ والكلام (وين الكلام اللي قبل شوي) كنت سأكتبه ؟ ضاع الكلام !
مرت الأيام والأشهر والسنين وأنا على نفس الحال ؟ الكتابة للكتّاب فقط ! اقرأي لهم اقرأي عن حياتهم و عن مشاعرهم كيف يسطرونها لعلكِ تجدين من يكتب عنكِ ولكِ .
ذاكرتي سائلة فعلاً. عندما استلقي على سريري أشعر بأنها تستقر في رأسي كالبحر في يوم هادئ وتتشكل الكلمات والأفكار وتتسطر المشاعر الحزينة والسعيدة على هيئة جمل لو تقرأونها بس ! ولكن عندما أرفع رأسي أشعر بأنها تخرج مع أذني وأصيب بالدوار لفترة قصيرة ثم يعيد اليوم نفس اليوم السابق وهكذا ..!
والآن أنا أعود للكتابة بأثر رجعي !
وطبعاً بلا حساب للإملاء ولا لعلامات الترقيم ولا لمواضع الكلمات وترتيب الجمل ، وتشبيهي الغريب للكلمات ؛ المهم أكتب كي لا أموت بحسرة السنوات الفائتة بدون كتابة.
الآن عرفتْ لماذا القهوة تُسبب لي الغثيانْ!
بإختصار عندما أكون مُكتئبة أو حزينة بسبب الآخرين، أو غاضبة أو مُرهقة …..
ألجأ لشُرب القهوة السوداء لكنّها لا تذهب إلى المعدة مُباشرة بل تصعد إلى الرأس وتغسله من الشوائب الفكرية ومن الناس السيئون !!
ثم تنزل إلى المعدة ومعها كُل هذا ..!!
يا الله !!
أنا مُصابة بجرثومة المعدة الآن !
بسبب كُل الأحداث و الأفكار والحُزن و الأشخاص السيئون ،
القهوة ليست السبب يا دكتور !
“اللعنة على الوحدة، على حاجتنا ليد تربّت على كتفنا، و حضن يأوى تشردنا، و صوت يعوّض تلعثمنا، و انسان نتوهم أنه سيفتقدنا .”
– محمد حامد