الكتابة هي في رأسي أجدها سهلة ! أكتب عن كل شي عني و عن يومي و مشاعري و تفاصيل كثيرة تدفعني للكتابة. ولكن في الواقع لا أكتب حرفًا واحدًا عن هذا ، أجد صعوبة بالغة في أن أكتب ، أنا اتخيل والخيال يسهل علي هذا الموضوع ، سنوات طويلة مرت وأنا أقرأ مدونات لأشخاص الكتابة بالنسبة لهم مثل شرب الماء : )
كنت أقول كيف ؟ كيف يكتبون كل هذا ؟ يكتبون مشاعرهم بحروف وكلمات بسيطة أستطيع الكتابة مثلهم ؛ ثم أمسك بقلمي وأفتح المذكرة بعد أول عشر صفحات < أنا لا أحب الصفحات الأولى امممم كذا يعني بدون سبب …)/
وترجف يدي ! واقول عادي هذه البداية بسيطة .
أترك القلم وأعود للإنشغال بأمور أخرى كالطبخ والتنظيف أو الحديث مع أمي عن جارتنا و مشاكلها مع زوجها و كيف هي صبورة وأفكر في كتابة قصّتها يوماً ما : ( ..
أعود لغرفتي وأفتح مذكرتي الجديدة وألمس الورق أنا يهمني نوع الورق على فكرة ! أختاره بعناية ونوعية جيّدة بل فاخرة : ) ، يالله اكتبي !!!
لا أستطيع ! صعب؛ صعب جدًا ! ، وأنكمش لسريري حزينة أتقلب يميناً ويسارًا….. ايوه ! جاءت الكلمة الأولى !!! والثانية، الثالثة .. جُمل كثيرة، كلام حلو …
يالله على المفكّرة افتحيها .. الصفحة العاشرة طبعاً
اممم ماذا أكتب ؟ والكلام (وين الكلام اللي قبل شوي) كنت سأكتبه ؟ ضاع الكلام !
مرت الأيام والأشهر والسنين وأنا على نفس الحال ؟ الكتابة للكتّاب فقط ! اقرأي لهم اقرأي عن حياتهم و عن مشاعرهم كيف يسطرونها لعلكِ تجدين من يكتب عنكِ ولكِ .
ذاكرتي سائلة فعلاً. عندما استلقي على سريري أشعر بأنها تستقر في رأسي كالبحر في يوم هادئ وتتشكل الكلمات والأفكار وتتسطر المشاعر الحزينة والسعيدة على هيئة جمل لو تقرأونها بس ! ولكن عندما أرفع رأسي أشعر بأنها تخرج مع أذني وأصيب بالدوار لفترة قصيرة ثم يعيد اليوم نفس اليوم السابق وهكذا ..!
والآن أنا أعود للكتابة بأثر رجعي !
وطبعاً بلا حساب للإملاء ولا لعلامات الترقيم ولا لمواضع الكلمات وترتيب الجمل ، وتشبيهي الغريب للكلمات ؛ المهم أكتب كي لا أموت بحسرة السنوات الفائتة بدون كتابة.