لم أتغيّر !

منذ عامين قد دلفت الثلاثين خلفي ولا تزال نظرتي لنفسي والحياة هي نفسها، لا أستطيع ترميم ما كُسِر ولا إصلاح ما أفسدته الحياة. كبرت ولم تكبر الأماني ولا الأحلام, حتى بعد أن أصبحت أُم! لم تغيّرني الأمومة ولم تتغير مشاعري نحو كُل ماحلمت به أن أكون، ما حصل هو أنني انطفأت فقط. تمضي الأيّام و الشهور كلمح البصر، و أخاف! أخاف أن أنسى.

الحزن والحنين إلى الماضي البائس جزء لا يتجزء من تكوين شخصيتي، وقد يكون هذا ما يواسيني في الغُربة !  اممم… بصراحة لم تكُن الغُربة بالنسبة إليّ غربة وطن بل غربة نفس وغربة مشاعر و أحاسيس أعيشها ولا أريدها. الأمر صعب جداً ولا يوصف مثل هذه اللوحة .

 

كُن مزهرية

الخوف والخجل من إظهار المشاعر هو ما نشأنا عليه في عائلتي، تقولون كيف؟ نحن نخجل من إظهار فرحتنا تجاه أي شيء قد يجعلنا نفرح مثل هديّة لمناسبةٍ ما أو حتى بدون مناسبة، أو مثل قدوم العيد أو العرس لا نظهر مشاعرنا السعيدة أبداً و كأن شيئاً قد يمنعنا من إظهارها أو كأننا مُهدّدين بالقتل لو أظهرناها! و المشاعر الحزينة؟ كذلك على نفس الحال لا نستطيع أن نبكي لموت أحد لفقدان شخص أو لأي خبر مُبكي وحزين نسمعه، كلٌ منا يذهب إلى مكان لا يراه فيه أحد ويبكي أو يصرخ بصمت أو حتى يضحك أو يغضب المهم أن تكون لوحدك !

كبرنا وتقدّم الزمان فينا ولازلنا نخفيها نخاف ونخجل منها! نخاف أن يرانا أحد نبكي أو نفرح حتى بيننا كعائلة، تزوجت ولم أستطع إظهار فرحتي ولا حتى أمي و أخوتي! أنجبت الطفل الأول لا أجد من يفرح حولي وأخجل من مداعبة طفلي أمام عائلتي و أصبح الحال هو أنني عندما أعود إلى منزلي أفعل ما أريد بمشاعري أبكي و أضحك و أحزن و أسعد، أظهر مشاعري وبقوّة، حتى أطفالي يرون كيف أظهر مشاعري ويفعلون كما أفعل، المُخيف في قصتي هذه أنّ “شريك حياتي” لديه نفس الصفة، لذا نحن لا نظهر مشاعرنا أمام بعض و أكون مرتاحة فقط أمام أطفالي لوحدنا، ومشاعري تتراكم فوق بعضها البعض حزينة على سعيدة على باكية على غاضبة كلها قد تنفجر يوماً ما .

لا قيمة لمشاعرنا لا تعظيم لا “طبطبة” كُن مزهرية أمامنا! < هذا هو الحال الذي أعيشه

رغبة مُلحّة

الرّغبة في الكتابة رغبة مُلحّة و أزلية بالنسبة لي، بالرغم من المحاولات العديدة في التفرّد بالكتابة و لفت انتباه العالم فقد باءت بالفشل و قررت التخفّي و المتابعة بصمت للمدوّنين البارعين في كتابة كل شيء بأسلوب خفيف ولطيف وغير ممل، قررت العودة ثم توقّفت و قررت العودة ثانية و توقّفت و تكررت العودة حتى ضاع الكلام. وطبعاً كان كُل رجوع بإسم مستعار مختلف؛ هههههه الوضع مُزري ولدي إصرار عجيب في العودة والعودة والعودة للكتابة! وها أنا عدت بإسم مستعار وقررت أن يكون صفة ًلا إسماً  ” ذاكرة سائلة ”  وتواصلت مع أحد المصممين لتنفيذ هيدر أو “ترويسة” بلغة الووردبريس حتى أنني لم أطلب شكل معيّن فقط ذكرت إسم المدوّنة تنفّذت لي بهذا الشكل الجميل وطلبت أن تكون المدوّنة بالشكل الافتراضي القديم كما عهدته من ووردبريس. < يمكنكم الإطلّاع عليها من خلال متصفّح اللاب توب .

ويعود السبب الأساسي في عدم إستمراريتي في الكتابة هي أنني لا أقرأ بشكل مستمر و توقفت كذلك عن القراءة لسنوات.

شكراً لمن زار المدوّنة وتابعني، و أخيراً أحتاج توصياتكم في كتب تحفّز على الكتابة اليوميّة أو مدوّنات كذلك و شكراً مقدّماً .

أفضّل أن أبقى وحيدة

عن افتقاد هذه اللحظة قبل خمسة عشر عاماً، عن حلقَة الصداقة المفقودة منذ ذلك العام ، عن الوحدة والشعور بها من عدمه، عن الاكتفاء بالذات والتكبّر، عن التخلّي، عن كل ما حدث بسبب أو بدون و قد يكون القدر المحتوم أن أبقى بلا صديقات أو صديقة واحدة على الأقل! كل الأشخاص الذين مرّوا في مرحلة من مراحل حياتي كانوا وهميّين أو كنت أنا الوهميّة في حياتهم، لم أفهم ذلك بصراحة و لا أدري. و أعترف أنني لم أتشبّث بالصداقة وهجرت كل من هجرني لم أكن أشعر بالارتياح مع كل الأشخاص المقرّبون آنذاك. كنت جاهلة “يمكن” ! ، لم أحاول ولا أُجيد التواصل بكل الطرق كان عنوان المرحلة من يريدني يتصل بي. أعتقدت أنني بهذه الطريقة سأبقى برفقة أحدهم. لم أعلم أن السنوات تمرّ بهذه السرعة الخاطفة وفي غمضة عين أنا وحيدة، مع أن من كانوا صديقات قد تابعوني في كل وسائل التواصل الاجتماعي ويرون تحديثاتي اليوميّة 😅 غريب صح؟ نعم قبلت بمتابعتهم ولكن بدون أحاديث جانبية بدون مرور سريع لذكرياتنا معاً، صمت …!

وفي هذا الوقت لا أعرف كيف أكوّن صداقات جديدة بالطبع أنا أحاول أن أندمج أكثر في المجتمعات من حولي، أجالس مجموعات مختلفة من الناس في فترات متفرقّة وفي الأثناء يتحدث الشخص بداخلي يقول لي من الأفضل أن تبقي وحيدة و أظن أنني سأبقى كذلك .

غريبة صورنا، نُحبها ولا نُحبها، نريد منها الذكرى ونتمسك بها ونتمنى في الوقت نفسه النسيان أيضاً. لا أعرف ما إذا كانت اختراعاً جيداً أم لا, نرميها لسنواتٍ ونعود إليها بلهفة وكأنها المرة الأولى التي نراها فيها. ليتها هي قادرة على تصوير إحساسنا فِي كُل مرة نرجع فيها إلى أحضانها، ليتها تصوّر دقات الشوق أو الحسرة أو الفرح في قلوبنا. نُصوّر! و كأننا نلتقط لحظات تختصر كُل زمن عيشنا، فتصبح مجموعة صور تروي تفاصيل حياتنا كُل مرةٍ على طريقتها وبحسب لحظة جديدة قد تستدعي هي أيضاً صورة جديدة.

– ريما كركي

مُريب !

لا أدري ما علّة هذه المدوّنة. الوضع مريب من عام ٢٠١٢ و أنا في صراع مع المدوّنات مابين تعطيل أو حذف أو إعادة، كأن هناك شيء لايريد لمدوّنتي أن تنهض غريب فعلاً .حسناً تمكّنت هذه الأيام من إعادة المدوّنة ولكن للأسف لم أستطع استعادة النسخ الاحتياطي للتدوينات .لذا لابد من البدء من جديد! قد لا ترغب نفسي في كتابة شيء! ولكن وجب الترويض .