كُن مزهرية

الخوف والخجل من إظهار المشاعر هو ما نشأنا عليه في عائلتي، تقولون كيف؟ نحن نخجل من إظهار فرحتنا تجاه أي شيء قد يجعلنا نفرح مثل هديّة لمناسبةٍ ما أو حتى بدون مناسبة، أو مثل قدوم العيد أو العرس لا نظهر مشاعرنا السعيدة أبداً و كأن شيئاً قد يمنعنا من إظهارها أو كأننا مُهدّدين بالقتل لو أظهرناها! و المشاعر الحزينة؟ كذلك على نفس الحال لا نستطيع أن نبكي لموت أحد لفقدان شخص أو لأي خبر مُبكي وحزين نسمعه، كلٌ منا يذهب إلى مكان لا يراه فيه أحد ويبكي أو يصرخ بصمت أو حتى يضحك أو يغضب المهم أن تكون لوحدك !

كبرنا وتقدّم الزمان فينا ولازلنا نخفيها نخاف ونخجل منها! نخاف أن يرانا أحد نبكي أو نفرح حتى بيننا كعائلة، تزوجت ولم أستطع إظهار فرحتي ولا حتى أمي و أخوتي! أنجبت الطفل الأول لا أجد من يفرح حولي وأخجل من مداعبة طفلي أمام عائلتي و أصبح الحال هو أنني عندما أعود إلى منزلي أفعل ما أريد بمشاعري أبكي و أضحك و أحزن و أسعد، أظهر مشاعري وبقوّة، حتى أطفالي يرون كيف أظهر مشاعري ويفعلون كما أفعل، المُخيف في قصتي هذه أنّ “شريك حياتي” لديه نفس الصفة، لذا نحن لا نظهر مشاعرنا أمام بعض و أكون مرتاحة فقط أمام أطفالي لوحدنا، ومشاعري تتراكم فوق بعضها البعض حزينة على سعيدة على باكية على غاضبة كلها قد تنفجر يوماً ما .

لا قيمة لمشاعرنا لا تعظيم لا “طبطبة” كُن مزهرية أمامنا! < هذا هو الحال الذي أعيشه

4 Replies to “كُن مزهرية”

اترك رد