أقف أمام قولهم”ما كل يومٍ للنشاما عيد” كأن البدوي أراد أن يذكّرنا بميزان الحياة، بتلك الفجوة التي لا تملأها كثرة الأفراح ولا يداويها صخب الأيام…! أتعجب من بساطة العبارة وعمقها معًا! كيف انبثقت من فمٍ أكلته الشمس والريح،! لِتُصبح حكمة تقف أمام أعقد الفلسفات.
هذا القول لا يطلب مجدًا ولا يبشّر بنصرٍ دائم..! بل يترك فرحته معلّقة في الهواء، مثل ظلّ عابرٍ في صحراء ممتدة…. النشاما يعرفون أن العيد نادر، وأن الأيام تدور بلا زينة، وأن الفرح لا يُستدعى كما تُستدعى الخيول، بل يأتي متثاقلاً، كأنه عطية لا تُنال بسهولة..