ما كل يومٍ للنشاما عيد .!

أقف أمام قولهم”ما كل يومٍ للنشاما عيد” كأن البدوي أراد أن يذكّرنا بميزان الحياة، بتلك الفجوة التي لا تملأها كثرة الأفراح ولا يداويها صخب الأيام…! أتعجب من بساطة العبارة وعمقها معًا! كيف انبثقت من فمٍ أكلته الشمس والريح،! لِتُصبح حكمة تقف أمام أعقد الفلسفات.

هذا القول لا يطلب مجدًا ولا يبشّر بنصرٍ دائم..! بل يترك فرحته معلّقة في الهواء، مثل ظلّ عابرٍ في صحراء ممتدة…. النشاما يعرفون أن العيد نادر، وأن الأيام تدور بلا زينة، وأن الفرح لا يُستدعى كما تُستدعى الخيول، بل يأتي متثاقلاً، كأنه عطية لا تُنال بسهولة..

ارغوان خسروى | Arghavan Khosravi

ثمة فنّان حين تقترب من عوالمه، لا يسألك أن تفهم، بل أن تقيم هناك قليلاً!! أن تتعلم الإصغاء للظل، وأن ترى اللون كما يُرى الجرح القديم حين يطلّ من تحت الجلد.

ارغوان خسروى هي فنانة تشكيلية إيرانية، وُلدت ونشأت في طهران، درست الفنون في إيران قبل أن تنتقل إلى الولايات المتحدة لتكمل دراستها في مدرسة رود آيلاند للتصميم.

أرى في فنّها نافذة تُطل على مكانٍ يتنفس فيه الضوء بصعوبة، وتتحرك فيه الألوان كما تتحرك الذكريات في قلبٍ لا يريد أن يتذكر.

في أعمالها يتعايش البعدان عالمٌ خارجي مرتب كما ينبغي، وعالمٌ داخلي يفلت من يديك كلما حاولت الإمساك به.! كأنها تقول إن الحكاية لا تُروى بلسانٍ واحد ولا في مساحةٍ واحدة، بل بين المسافة الفاصلة بين إطار اللوحة وجدارك الداخلي.!!!  وعند تلك المسافة يقف المتفرج وحيداً، لا يملك سوى أن ينحني قليلاً ويصغي.

بعض من أعمالها التي أسرتني :