في محاولة لكتابة اليوميات على مدونتي بدلاً من دفتر اليوميّات، قد لا يكون هناك شيء مهم أرويه، لكنني أعتبره تمريناً على الكتابة وأسلوباً لإعادة ترتيب أفكاري.
في صباحٍ ديسمبرّي متأخر، استيقظت بعد أن قرر نومي أن يتمرد على كل القواعد…! بدا لي أن نظام حياتي قد عقد هدنة مع الفوضى وما إن فتحت عيناي حتى اشتعل حنيني لأمي حنين يقتحم القلب دون استئذان! لم أجد ملاذاً إلا أغنية ذكرى إلى حضن أمي
، التي ما إن بدأت تعزف حتى انهمرت دموعي!! كان بكاءً سريعاً، خاطفاً، وكأنني أخشى أن يُكتشف أمري.
ألقيت نظرة سريعة على قائمة مهامي لهذا اليوم! وكالعادة… أعدت ترتيب الأولويات بطريقة مبتكرة جداً 🙂 تأجيل ٧٠% منها إلى الغد. ومن يدري؟ ربما تُرحَّل بعضها إلى ما بعد الغد هههههه أنا أم المسوّفين … ماعلينا الغداء كان كبسة سعودية سريعة، لكنها حملت دفئاً خاصاً يُشعرني وكأنني في منزل أمي.
ثم جاء الحدث الذي كسر رتابة يومي تركيب مكتبي الجديد….. يبدو الأمر كأنه لحظة انتصار لأنني اشتريته قبل ٣ أسابيع ولم أتفرّغ لتركيبه إلاّ اليوم حتى أستطيع العمل عليه براحة و لكنه في الحقيقة مجرد بداية لفوضى جديدة، حيث أحتاج إلى منظّمات لجعل هذا المكتب مكاناً يستحق أن يُطلق عليه مكتب. المشكلة؟ لا أعرف من أين أشتريها، وكأن المنظّمات أصبحت كنزاً مفقوداً في بحر الخيارات.
وبالطبع، كوب القهوة كان حاضراً ضرورة لا غنى عنها و اكتشفت أنني بلا بن في المنزل!! واضطررت لطلبها جاهزة من المقهى القريب وصلت ساخنة، لذيذة، ومليئة بالراحة التي أحتاجها.
في خضمّ ذلك عقدت اجتماعاً سريعاً مع أحد العملاء، وبعد ١٠ دقائق توقف الاجتماع فجأة! ثم أبلغني العميل أن لديه حالة وفاة! و تأجل إلى إشعار آخر…. تلك الكلمات أخذتني إلى ذكرى حزينة ! جدي رحمه الله، الذي رحل قبل شهرين…. شعرت بغصة لأنني لم أتمكن من السفر لمواساة أمي أو حضور العزاء..
يوم عادي و تفاصيل صغيرة لا تغيّر من رتابة الأيام ..