عيوني المُرهقة

اليوم اكتشفت أن عيوني بحاجة إلى نظارات تساعدني على رؤية الأشياء بوضوح كالحروف التي تبعد عني مترًا أو حتى شبرين/ اللوحات في الطريق/ الصور المليئة بالألوان…..كل شيء أصبح ضبابيًا! حتى أنني لم أتمكن من قراءة أي شيء اليوم، فقررت تجربة الاستماع إلى كتاب صوتي عبر أحد التطبيقات كنت متحمسة جدًا،! لدرجة أنني دفعت اشتراك الشهر الأول ههههه.

بدأت بالاستماع إلى رواية “الأبله” لـ ديستويفسكي، التي قرأتها منذ زمن وأردت أن أستمتع بها مرة أخرى. أعجبني أسلوب القارئ في الإلقاء ووضوح نطقه، وكنت أتمنى لو استطعت الاستماع إليها بينما أعمل في المنزل لكن الوضع يشبه كما لو كنت أقرأ يجب أن أكون في مكان هادئ ولدي وقت فراغ طويل < “افتقدته هذا الوقت منذ زمن طويل”  كيف يمكن أن تستمتع بكتاب وأنت محاط بالفوضى؟ يبدو أن لا شيء يفوق متعة القراءة الفعلية، حيث تنغمس في كل تفصيل وكلمة .

وهكذا، وجدت نفسي في صراع بين متطلبات الحياة اليومية وعيوني المُرهقة والضعيفة ورغبتي في الانغماس في الكتب التي تمنحني بعضًا من السكينة.

يوم عادي

في محاولة لكتابة اليوميات على مدونتي بدلاً من دفتر اليوميّات، قد لا يكون هناك شيء مهم أرويه، لكنني أعتبره تمريناً على الكتابة وأسلوباً لإعادة ترتيب أفكاري.

في صباحٍ ديسمبرّي متأخر، استيقظت بعد أن قرر نومي أن يتمرد على كل القواعد…! بدا لي أن نظام حياتي قد عقد هدنة مع الفوضى وما إن فتحت عيناي حتى اشتعل حنيني لأمي حنين يقتحم القلب دون استئذان! لم أجد ملاذاً إلا أغنية ذكرى إلى حضن أمي

، التي ما إن بدأت تعزف حتى انهمرت دموعي!! كان بكاءً سريعاً، خاطفاً، وكأنني أخشى أن يُكتشف أمري.

ألقيت نظرة سريعة على قائمة مهامي لهذا اليوم! وكالعادة… أعدت ترتيب الأولويات بطريقة مبتكرة جداً 🙂 تأجيل ٧٠% منها إلى الغد. ومن يدري؟ ربما تُرحَّل بعضها إلى ما بعد الغد هههههه أنا أم المسوّفين … ماعلينا  الغداء كان كبسة سعودية سريعة، لكنها حملت دفئاً خاصاً يُشعرني وكأنني في منزل أمي.

ثم جاء الحدث الذي كسر رتابة يومي تركيب مكتبي الجديد….. يبدو الأمر كأنه لحظة انتصار لأنني اشتريته قبل ٣ أسابيع ولم أتفرّغ لتركيبه إلاّ اليوم حتى أستطيع العمل عليه براحة و لكنه في الحقيقة مجرد بداية لفوضى جديدة، حيث أحتاج إلى منظّمات لجعل هذا المكتب مكاناً يستحق أن يُطلق عليه مكتب. المشكلة؟ لا أعرف من أين أشتريها، وكأن المنظّمات أصبحت كنزاً مفقوداً في بحر الخيارات.

وبالطبع، كوب القهوة كان حاضراً ضرورة لا غنى عنها و اكتشفت أنني بلا بن في المنزل!! واضطررت لطلبها جاهزة من المقهى القريب وصلت ساخنة، لذيذة، ومليئة بالراحة التي أحتاجها.

في خضمّ ذلك عقدت اجتماعاً سريعاً مع أحد العملاء، وبعد ١٠ دقائق توقف الاجتماع فجأة! ثم أبلغني العميل أن لديه حالة وفاة! و تأجل إلى إشعار آخر…. تلك الكلمات أخذتني إلى ذكرى حزينة ! جدي رحمه الله، الذي رحل قبل شهرين…. شعرت بغصة لأنني لم أتمكن من السفر لمواساة أمي أو حضور العزاء..

يوم عادي و تفاصيل صغيرة لا تغيّر من رتابة الأيام ..

أكثر من مجرد كلمة لطيفة!

يا أعزّاء، إن الحديث عن العلاقات أمر مشوّق بقدر ما هو معقّد! ففي حين أن الكلمات الجميلة والتصرفات اللطيفة تجذبنا، هناك أمور عدّة تُبنى عليها أي علاقة و قد يختلف عليها البعض لأوضّح لكم ماهي… الصدق أولاً وقبل كل شيء هو الأساس فلا حاجة لي بشخص يتظاهر أو يخفي عني ما هو عليه حقًا..! والثقة ليست شيئًا يُستهان به بل كنزٌ نمنحه لمن يستحق.. كذلك، الاحترام فهو تاج العلاقات، وكل علاقة لا تُعزّز من مقامنا ليست جديرة بالاستمرار.! وبالنسبة للوقت دعونا نكن صريحين إن كانت علاقتك بي مجرد تسلية تملأ بها فراغك! فربما تتركني أعيش في عالمي الخاص، فالعلاقات ليست حلاً للملل بل هي حضور حقيقي يعبر عن قيمتك ومكانتك في حياة من تحب.! أما الكذب…… فذلك ما لا يُغتفر! فالصدق أساس الثقة ومن يلعب به يخسرها للأبد وأنا أقدّر تمامًا من يحترم مشاعري ويتعامل معها بصدق فلا مجال هنا للتلاعب أو التظاهر ، وقبل أن تجرؤ على عقد أي مقارنة! أذكّرك بأنني أنا كما أنا بصفاتي وتفرّدي ولن أقبل أن أُقاس بأي أحد.! أما آلامي، فلا تستخفّ وتستهين بها فنحن جميعًا نحمل جراحًا، حتى وإن لم تظهر للعين فإنها تعيش معنا وتترك أثرًا في القلب.. ومن يتبعها سيجد بين يديه ما يكفي من الصدق والاحترام . 

حين تعود اللحظات الضائعة: صباحات القهوة والسكينة ١

كانت هناك أيام في صباحاتٍ خلت منذ سنوات، حين اعتدت على بدء يومي يبدأ بفنجان قهوة سوداء، صافية ونقيّة كما يجب أن تكون، أضع لحنًا محببًا في الخلفية وأعدُّ لنفسي طبقًا بسيطًا من الفرنش توست، وكأن هذه الطقوس الصغيرة كانت مفتاح سعادتي. كنت أهرب إلى زاوية في الفناء، و بعيدًا عن ركام الأغراض المتناثرة ! لم يكن يهمّني سوى أن يكون الجوّ جميلًا، وكلّ ما عدا ذلك يمكن التغاضي عنه. ساعتان من السكون والصفاء الذهني، ذلك الوقت السحري الذي لم أكن أحتاج فيه سوى نفسي، أما الآن…، أيكون كثيرًا أن أطلب عودة هذه اللحظات؟ لحظات سلام تمنحني ذلك النفس الطويل الذي كان يخفف أعباء الأيام.

واليوم بعد سنين قررت إحياءها! كانت السماء قد فاضت بالمطر لساعات متواصلة، يا للسعادة جو جميل وسماء غائمة!!  وجدت ركنًا هادئًا في الفناء، وحملت بيدي كوب إسبرسو مخففًا .! حتى أنني بحثت عن لحن قديم فوجدت مقطوعة لسميّة قيصر سرقتني إلى الماضي وهكذا يا أعزّاء، مرّ اليوم بخفة، و لمسة من السعادة وسط عالمٍ ما عاد كما كان.

 

 

 

هذا الدّور لا يناسبني!

” يا مقبل الأيام ما عاد بي حيل           منين أجيب لباقي العمر رغبة؟ ” 

كلماتٌ ثقيلة تعبّر عمّا يتردد في ذهني كل يوم، وكأنها انعكاس لكل ما أحمله في داخلي من تعب لا يُرى، أو ربما يُرى!

الأيام تمضي بثقلها! وكأنها تسرق مني القوة والرغبة شيئًا فشيئًا التفكير في المستقبل لم يعد يحمل بريقًا أو حماسًا كما كان من قبل! بل أصبح مجرد عبء إضافي يثقل كاهلي و لم يعد هناك مكان لتلك الأحلام التي كانت ترافقني! وكل ما تبقى هو تعبٌ مستمر يأخذ مني كل شيء…… وفي خضم هذا كله! يظهر ذلك الشخص الثقيل الذي لا يشعر بوجودي ولا يبالي بما أمرّ به وجوده بحد ذاته صار عبئًا لا يُحتمل ! ثقيل جدًا يتصرف بلا اكتراث غير مدرك للثقل الذي يضعه عليّ، أو ربما هو مُدرك؟!! و أنا بالكاد أحتمل نفسي أبحث عن راحة عن لحظة سكون تهدأ فيها كل الأفكار التي تلاحقني لا أريد أن أكون دائمًا ذلك الشخص القوي الذي يُعتمد عليه في كل شيء تعبت من حمل هموم غيري بينما هم لا يدركون حتى أنني بحاجة لمن يحمل همومي….. أريد تبديل هذا الدّور أحتاج لمن يفهمني، لمن يقف بجانبي دون أن يطلب مني أن أكون الظهر الذي يُسند عليه! أشتاق ليد تربت على كتفي، لصوت يهمس في أذني أنا هنا، لا بأس .

 

 

*اخترت الصورة لأنني وجدت شيئاً من ملامحها يشبهني

زيارات سريعة

منذ أن أطلقت هذه المدونة  كان لي شرف إنشاء صفحة خاصة تتيح لأحبائي الكرام كتابة رسائل لي أو مشاركة مدوناتكم وأغانيكم وكل ما يشغل بالكم. وللأسف! أدركت أنني نسيت هذه الصفحة إذ لم تصلني إشعارات الرسائل أعتذر بصدق لكم يا أعزّاء فقد قمت بالرد على الجميع باستثناء من تكرم بمشاركة بياناته الخاصة

أتطلع بشغف لقراءة رسائلكم!

من هنا >