كانت هناك أيام في صباحاتٍ خلت منذ سنوات، حين اعتدت على بدء يومي يبدأ بفنجان قهوة سوداء، صافية ونقيّة كما يجب أن تكون، أضع لحنًا محببًا في الخلفية وأعدُّ لنفسي طبقًا بسيطًا من الفرنش توست، وكأن هذه الطقوس الصغيرة كانت مفتاح سعادتي. كنت أهرب إلى زاوية في الفناء، و بعيدًا عن ركام الأغراض المتناثرة ! لم يكن يهمّني سوى أن يكون الجوّ جميلًا، وكلّ ما عدا ذلك يمكن التغاضي عنه. ساعتان من السكون والصفاء الذهني، ذلك الوقت السحري الذي لم أكن أحتاج فيه سوى نفسي، أما الآن…، أيكون كثيرًا أن أطلب عودة هذه اللحظات؟ لحظات سلام تمنحني ذلك النفس الطويل الذي كان يخفف أعباء الأيام.
واليوم بعد سنين قررت إحياءها! كانت السماء قد فاضت بالمطر لساعات متواصلة، يا للسعادة جو جميل وسماء غائمة!! وجدت ركنًا هادئًا في الفناء، وحملت بيدي كوب إسبرسو مخففًا .! حتى أنني بحثت عن لحن قديم فوجدت مقطوعة لسميّة قيصر سرقتني إلى الماضي وهكذا يا أعزّاء، مرّ اليوم بخفة، و لمسة من السعادة وسط عالمٍ ما عاد كما كان.
One Reply to “حين تعود اللحظات الضائعة: صباحات القهوة والسكينة ١”