الكتابة كما النسيان… لا تُمحى.

أرسل لي ووردبريس اليوم تهنئة خافتة، كأنها تنهيدة طويلة “لقد سجّلت في ووردبريس منذ 12 عامًا.”

ابتسمتُ… ثم فكرت، أهي ذكرى أم عزاء؟

صفحاتي الأولى طارت. حذفتها يومًا ما، في لحظة تشبه قرارات النساء في المساءات الطويلة نثرٌ من الكلمات في قاع كوب قهوة لم يُكمَل، أو قصيدة لم تُطبع.
ولكن… ماذا يهم؟ فالأثر لا يُحذف، وإن غاب.

مدونتي القديمة تشبه مدينة هُدمت جدرانها، لكنّ رائحتها بقيت.
تشبه دفترًا لم أعد أملكه، لكن خطوط يدي ما زالت تذكر كيف كتبت.

لا أحتفل بمرور الأعوام، بل أحنّ إليها.
أحنّ لسيرين التي كانت تكتب، لتنقذ نفسها.

أعرفكِ.
عرفت عينيك قبل أن يُرسم هذا الضوء على جسدي.
كنتِ من حلم بي ذات مساء خريفي،
حين مللتِ كل الأجوبة.

أقف على الصدفة لا لأدلّك على الجمال،
بل لأقول إنني خرجت من شيء،
ولا أنتمي بعد لأي شيء.

لم أُولد من البحر كما قالت الأساطير،
بل من صمتٍ طويل، ومن رغبة أن أكون امرأة دون أن أُشرح أو أُمتدَح.
أنا لست رمزًا،
ولا استدعاءً للغواية،
أنا لحظة صدق.
وقفت هناك،
لأراكِ ترين نفسك، لا لتري جسدي.

لا تسألي: من هذه؟
اسألي: ماذا فيّ يشبهها؟

أعرف أنكِ تعبتِ من أن تكوني دائمًا “صورةً مناسبة”،
تُضاء جيدًا، وتُعلّق بإتقان.
لكن ما من أحدٍ سأل قلبك إن كان يريد ذلك.

في العزلة، وجدتُ أنني لا أحتاج جمهورًا،
ولا حتى خلاصًا.
يكفيني أن أكون شاهدةً على صمتي.

اكتبي، إن أردتِ،
لكن لا تكتبي عني.
اكتبي عن تلك اللحظة التي لم تقلقي فيها من نظرة أحد،
ووقفتِ كما أنتِ، لا أجمل، لا أنحف، لا أكثر حكمة.

مذكّرات

لم أكن أظن أنني سأعود إلى نصٍّ كتبته بيدٍ هادئة في لحظة عابرة من الصفاء، ثم أجده مغلّفًا بهذا الجمال، ينتظرني كأنني لست من كتب.
اقتنيت “مذكّرات” لا بوصفي كاتبة، بل قارئة لأول مرّة.
الغلاف بما فيه من حنوّ البنفسج والطائر المتأمّل، شدّني قبل أن أتذكّر أن كلماتي تختبئ في الصفحات الأولى.
وكم هو غريبٌ أن تُهدى كلماتك إليك..! لا لأنك نسيتها! بل لأنّها عادت إليك وقد تغيّرت صارت أكثر هدوءًا، أكثر اتساعًا مما ظننتها.


في زمن تتشابه فيه الدفاتر وتتعجّل فيه الصفحات يأتي “مذكّرات” مختلفًا.
غلافٌ مُصمم ليُحتضن، لا ليُعرض وورق داخلي بذلك اللون الذي نحبّه في دفاترنا القديمة .
وتفاصيل تُشبه أولئك الذين لا يكتبون كثيرًا، لكن حين يكتبون، يفعلون ذلك بصدق.

يمكنكم اقتناءه من هنا > مذكّرات | Memories

صيفية طويلة، وأشياء تبدأ على مهل

كان يمكن لهذا الصيف أن يمرّ مثل أي صيف مضى، نفس البيت العائلي، بنفس نوافذه التي لا تُغلق جيدًا، بنفس النهار الطويل الذي لا يلين! غير أن شيئًا صغيرًا بدأ يُربك هذا التكرار! نومي انقلب، والأفكار باتت تزورني في الوقت الخطأ، أو ربما هو الوقت الأصدق…! الليل الآن ليس للسكينة، بل للبحث، للتفكير بما أكتبه وما لا أكتبه، ولتلك اللحظة التي قررت فيها أن أكون جزءًا من شيء يُصنع لأول مرة.

لم أكن أعلم أن الكتابة لمنتج ستكون بهذه الكثافة..!! أن أُعطي الكلمات لشيء ملموس، شيء سيُمسك بيد أحدهم، أو يُهدى لأحد ما، هو أمرٌ لم أختبره من قبل منتج جديد من مثل سليكشنز، وها أنا أكتب.! لا أعرف بالضبط كيف يبدو هذا العمل في عيون الآخرين… لكنه في عينيّ، أقرب ما يكون إلى ورقة بيضاء في بداية دفاتر المدرسة، تلك التي كنّا نخاف أن نُفسدها.

هناك حماس؟ نعم. لكنه ليس صاخبًا…! هو أقرب للقلق الجميل، كأن البدايات لا تأتي بكامل بهجتها، بل تتسلل، تختبرنا، ثم تلوّح من بعيد/ إمّا أن تلحقني أو أبقى حلمًا مؤجلاً.

سأشارككم قريبًا تفاصيل هذا المنتج الذي أشارك فيه لأول مرة ككاتبة. وحتى ذلك الحين، أكتفي بلذة الترقّب، ولُطف التحوّلات الصغيرة.