أندريه ريمنيف Andrey Remnev

ريمنيف ليس مجرد فنان، بل شاهد صامت على أحلام الإنسان وأوهامه، يرسم وجوهًا تبدو وكأنها خرجت من الأساطير، لكنها في الواقع تحمل كل ما هو إنساني: الحيرة، العزلة، الحنين إلى شيء لم يوجد قط. إن لوحاته ليست مجرد ألوان وخطوط، بل هي كائنات معلقة بين السماء والأرض، بين الحلم واليقظة، كما لو أنها تستحضر أرواحًا قديمة لم تجد لها مكانًا في هذا العالم، فبقيت تحوم في فضاء لوحاته.

وربما، بنزعته الفلسفية، سيتساءل إن كان ريمنيف يرسم العالم كما هو، أم كما يجب أن يكون؟ هل ملامح شخصياته الناعمة تخفي صراخًا داخليًا، أم أنها تنتمي لعالم أكثر نقاءً مما عرفته البشرية؟ هل الطيور التي تطير في لوحاته رموز للحرية، أم أنها مجرد ظلال لأرواح تبحث عن خلاصها؟

إنه لا يرسم الجمال فحسب، بل يرسم الفكرة المختبئة خلف الجمال

بعض من مما راق لي من أعماله :

الأم التي تصنع يديها من الكلمات !

عندما رأيت هذه اللوحة غصصت لا أعرف ماذا أقول ربما وجدت نفسي مكان هذه الأم وهذا الطفل هو طفلي الأول، وكان يجب أن أكتب أن الأُم لا تحتاج إلى يدين كي تحتضن طفلها، فالعينان تكفيان، والصوت الممتلئ بحنانٍ خام، و الركبتان المنغرستان في الأرض كجذور لا تهتز. الأمومة فيض لا يُقاس بالأطراف، بل بالقدرة على الوقوف رغم النقص، على الانحناء دون أن ينكسر العمود الفقري للروح.

الطفل يقف هناك، بملابس مرتبة و بوجه بريء لا يعرف ماذا ينقص أمه، أو ربما يعرف لكنه لا يراه نقصًا…! فالأطفال لا يرون العجز بالطريقة التي يراها الكبار، هم لا يطلبون من الأمهات إلا أن يكونوا هناك، بكامل وجودهم، بكامل أصواتهم، بكامل حضورهم الصامت والمستمر.

هذه اللوحة ليست مجرد مشهد، إنها سردية كاملة تختصر كيف تمنح الأمهات أبناءهن كل ما لديهن حتى لو فقدن أجزاءهن في الطريق، إنها اليد التي تنقص، لكنها تمتد في كل نظرة، في كل كلمة، في كل لحظة حوار صامت بين جيلين، أحدهما يعطي دون حساب، والآخر يجهل أنه يومًا ما قد يصبح هذا العطاء جزءًا لا يتجزأ من ذاكرته.

اللوحة لـ Gérard DuBois . 

أُم.

هذه ليست مجرد أمّ، بل هي الجسر الوحيد بين الطفولة والعالم، الجدار الذي يُتَسَلَّقُ بالحاجة والخوف والرغبة في البقاء قريبًا من الدفء الأول..! في صعود الأطفال إليها، ليس ثمة استعجال، بل يقينٌ غريزيّ بأن الأم هي الوجهة الأبدية، وإنْ بدت في عيونهم قمّةً عالية.

( اللوحة لـ Brian Kershisnik )

سونيا ألينز

سونيا ألينز (Sonia Alins) سيّدة الأحلام المائية..!  لا تكتفي برسم الجمال، بل تغمس أرواحنا معه في بحرٍ من الأثيريّة الحالمة، حيث تطفو الأجساد الرقيقة بين أمواج الشفافية، وتتهامس القصص في ظلال الألوان الناعمة.

نشأت هذه الفنانة الإسبانية وسط عوالم الفن، ودرست في أرقى المؤسسات الفنية، إلا أن موهبتها لم تحتج إلى شهادة لتثبت وجودها. بخطوطٍ أنثوية متقنة، وأسلوبٍ يذيب الحواجز بين الواقع والخيال، صنعت ألينز بصمة لا تخطئها عين. لوحاتها ليست مجرد صور، بل أبواب سرية تقودنا إلى عوالم غارقة في التأمل، تلتف حولها طبقات شفّافة كستائر الحلم، بينما تسبح شخصياتها في فضاءٍ يبدو مألوفًا ولكنه بعيد المنال.

قليلون هم الفنانون الذين يتقنون فن الإيحاء أكثر من الإفصاح، وها نحن نراقب بدهشة كيف تُخضع ألينز الريشة لرؤيتها الفريدة، وكأنها تكتب قصائدها بلون الماء والهواء.

بعض من أعمال سونيا :

جورج أندروود

في عالم الإبداع، هناك دائمًا شخصيات تعيش في الظل، ولكنها تترك بصمات لا تمحى! واليوم أرفع قلمي للحديث عن الفنّان جورج أندروود الرجل الذي ربما لم أسمع عنه من قبل ولكن عندما قرأت عنه لقد كان اليد الخفية وراء واحدة من أكثر الشخصيات الأسطورية تأثيرًا في عالم الموسيقى.

قصة جورج تبدأ في خمسينيات القرن الماضي، حيث كان شابًا يافعًا شغوفًا بالفن والصداقة! من بين أصدقائه المقربين؟ شخص تعرفه جيدًا أو بالأحرى تعرفون صوته وأسطورته هو ديفيد بوي.

ولكن انتظروا القصة ليست وردية تمامًا إذ يُقال أنه في لحظة شبابية متهورة، تنافس جورج وبوي على قلب فتاة!! وانتهى الموقف بمشاجرة أسفرت عن إصابة بوي في عينه تأثير الإصابة ترك إحدى عيني بوي بمظهر مختلف نتيجة توسع دائم في حدقتها وهذه السمة الغريبة أصبحت من أكثر ما يميز بوي، مانحةً إياه نظرة ساحرة غامضة.

أما جورج فلم يكتفِ بدوره كفصل صغير في حكاية بوي! بل استمر في كتابة فصوله الخاصة كرس حياته للفن، واشتهر بتصميم أغلفة الألبومات الموسيقية حيث أضفى لمسة فريدة من الجمال على أعمال خالدة.

وهنا بعض من أعماله التي نالت إعجابي بشكل شخصي

 

هيرانيا

إنها ليست مجرد فنانة، بل هي شاعرة البصر، تروي حكاياها عبر لوحاتها. هيرانيا: الفنانة السريلانكية الأصل، تجمع بين الفن التشكيلي في أعمالها و تسترجع ذكريات الطفولة وتجاربها الشخصية لتترجمها إلى لوحات تعكس الأجواء الاجتماعية، الثقافية، والاقتصادية لعصرنا. تتميز لوحاتها بشخصياتها التعبيرية وأسلوبها الفريد الذي يجمع بين لمسات الرومانسية والرمزية، مما يخلق أسلوباً معاصراً متقناً يمكن التعرف عليه بسهولة.

استوحت هيرانيا إبداعاتها من إرثها الثقافي في جنوب آسيا، حيث تتجلى التأثيرات في أعمالها من خلال تأثيرات تقاليد الأساتذة المحليين والفلكلور، ودراسات الأساليب الكلاسيكية للرسومات الهندو-آرية. بلمساتها، تتحول الأفكار التقليدية إلى تعبيرات فنية معاصرة مليئة بالألوان والحياة. إنها أيقونة تجسد الماضي في قالب الحداثة، وتدعو كل متأمل لأعمالها إلى الغوص في عوالم ساحرة لا تُنسى

وهنا بعض من لوحاتها التي سحرتني