دعوني أحدثكم اليوم يا أعزّاء عن تلك الظاهرة التي تتسلل إلى حياتنا بكل براعة، كأنها ضيف غير مرغوب فيه يحاول سرقة مقعده على طاولة فرحتنا، هناك نوع من الأشخاص الذين لا يستطيعون أن يروا بهجتنا دون أن يشعروا برغبة عارمة في تلويثها، إنهم لا يسارعون بتهنئتنا فحسب بل يتقنون فن دسّ الشكوك بين كلماتهم.
فأنت قد تكون في عزّ نجاحك، فخورًا بما حققته، ليأتيك أحدهم بلطف مصطنع، قائلًا تهانينا، ولكن، ألا تخشى أن يحدث كذا وكذا؟ أو ربما مبروك! لكن يجب أن تنتبه من هذا وذاك!! وكأنما يحاول أن يُطفئ نور إنجازك بنفحة من خوفه الشخصي وإن حدث لك شيء جميل، فلا تتفاجأ إذا قوبلت بعبارة مبروك، لكن ينقصك هذا الشيء وأشياء أخرى..!
و علينا أن نعترف أن هؤلاء قد لا يكونون واعين تمامًا بما يفعلونه فهم يسقطون علينا مخاوفهم وضعفهم، ويرمون علينا عُقدهم الصغيرة، ومع ذلك دعونا لا نغفل حقيقة أن هذا الأسلوب في أحيان أخرى هو شكل من أشكال النقد المسموم الذي لا يهدف سوى إلى إطفاء شمعة الفرح.
لذا يا أعزّاء كونوا دائمًا على مستعدّين لمواجهة هؤلاء السارقين السريّين للسعادة والأهم من ذلك احرصوا على ألا تصبحوا أنتم مثلهم فليس هناك أسوأ من أن تُطفئ فرحة أحدهم وأنت تتظاهر بالحكمة.