توتّر !

كثيرًا ما نعيش حياتنا وسط خيوط التوتر! نحتمل عبئًا ثقيلًا على كواهلنا، يتسرب إلى أرواحنا كضبابٍ رمادي يغشى البصيرة ويقيد الأنفاس توترٌ ينشأ في أغلبه من ذلك الصراع الداخلي المستمر…! الصراع بين ما نريد فعله وما نُجبر على فعله..! بين الواقع الذي نحياه والأحلام التي تضغط علينا و تذكّرنا بما لم نحققه وما نخشى ألا نحققه أبدًا.

و للتخفيف من وطأة هذا التوتر.. هي إدراكه، فهم هذا العبء كرفيقٍ غير مرغوب فيه لكنه ملازم والاعتراف بوجوده بصدقٍ دون هرب أو إنكار.. حين تقبل وجود هذا الهمّ، تتغير نظرته من عدوٍ مستمرّ إلى رفيقٍ مؤقت. وكأنك بتسليمك له تكفّ عن مجابهته وتبدأ في محاورته وهذا كما يقولون دائمًا يخفف من ثقله أكثر مما نتخيل.

ثم هناك تلك اللحظات التي يجب فيها للإنسان أن يتخلى عن محاولة السيطرة على كل شيء! أن يمنح نفسه إذنًا بسيطًا ليكون إنسانًا متعبًا، متوتّرًا في هذه المساحة التي يُنشئها لنفسه… تبدأ نفسه المرهقة بالتنفس مجددًا كعصفور خرج للتو من قفصه الحديدي.

ثمّة شيءٌ سحريّ في السير وحيدًا ! فقط أنت وأفكارك والطريق الممتد أمامك.. بعض الناس يسيرون وهم يفرغون التوتر بين خطواتهم/ بعضهم يكتب/ ينقل أحاسيسه إلى ورقةٍ كأنما يرمي فيها أثقاله ويتركها تسكن هناك بعيدًا عن عقله/ والقراءة القراءة ذلك الملاذ الساكن كل سطرٍ يُقرؤه يخفف شيئًا من وطأة الأيام يأخذنا بعيدًا إلى عالمٍ آخر حيث الأبطال يعيشون توترات تشبه توتراتنا وآلامًا نكاد نشاركهم فيها.

ولا بأس أن تكون إنسانًا ضعيفًا أحيانًا بل إن الإنسان في ضعفه يكتشف جزءًا جديدًا من قوته. وأخيرًا… حينما تأوي إلى فراشك في نهاية كل يوم تذكر أن ما تعجز عن فعله الآن قد يسهل في الغد، وأن الراحة ليست عيبًا ولا هروبًا!! بل هي توازنٌ ضروريّ لنفسٍ تنهكها الحياة وتشتاق إلى لحظة سكينة .

اترك رد