ليس يومًا عابرًا في تقويم الحياة!! بل هو وقفة تذكير بعزلة الروح وسط عالم يسير في زحام صاخب. يومٌ فيه يجد الإنسان نفسه في مواجهة غير مسبوقة مع ذاته، مجردًا من أي ملاذ… فلا العمل يُسليه، ولا الرفاق يملؤون فراغه! يكشف الأحد عن هشاشة المرء،/ عن تلك الوحدة الثقيلة التي تختبئ خلف كل ضحكة زائفة وكل ادعاء بالقوة.
يجلس الرجل في بيته وقد أسدل الظلام ستاره، وتسللت برودة الخريف إلى عظامه…! يبدأ بالترقب إذ يبحث عن دفء مفقود أو شيء يمحو عن كاهله عبء أسبوع مضى وآخر يقترب. ووسط هذه الفوضى!! يرفع عينيه نحو النور المتسلل عبر نافذته، ليكتشف أنه رغم كل شيء ما زال هنا.
الأحد هو درس قاسٍ في الصبر في انتزاع الرضا من قبضة الفراغ، في مواجهة السكون الذي يُنبت بذور التأمل العميق والمواجهة مع النفس.